وهى السورة رقم 3 وفقاً لترتيب المصحف الشريف.
أما عن عدّ آياتها، فهى مدنية -باتفاق جميع المفسرين- وآياتها مائتان بإجماع القراء.
تبلغ عدد كلماتها ثلاثة آلاف وأربعمائة وثمانون، وحروفها أربعة عشر ألفاً وخمسمائة وخمسة وعشرون حرفاً.
نزلت هذه السورة بعد سورة "الأنفال".
تلى هذه السورة سورة "البقرة" وتسبق سورة "النساء"، وذلك وفقاً لترتيب المصحف الشريف.
من أسماء هذه السورة: سورة آل عمران، السورة التى يذكر فيها آل عمران، والزهراء.
و"عمران" المذكور فى هذه السورة، هو "عمران" والد "موسى" و"هارون" -عليهما السلام-، وهو ابن "يصهر بن فاهث بن لاوى بن يعقوب"، وأما "عمران" والد "مريم" فهو ابن "ماتان بن أسعراد بن أبى ثور".
ومن فضل هذه السورة، ما ورد فى حديث النبى (عليه الصلاة والسلام): "تلعموا البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما يأتيان يوم القيامة فى صورة ملكين، يشفعان لصاحبهما، حتى يدخلاه الجنة.
ويتكئ سياق هذه السورة الكريمة على ثلاثة خطوط عريضة متناسقة فيما بينها متكاملة -كما يوضح الأستاذ الشهيد "سيد قطب" فى تفسيره "فى ظلال القرآن"، وهذه الخطوط الثلاثة توضح حقيقة التوحيد ومقتضاه فى حياة البشر وفى شعورهم بالله، وأثر ذلك فى موقفهم من أعداء الله الذى لا موقف لهم سواه. وهذه الخطوط -كما جاءت فى "ظلال القرآن"- هى:-
1- أما الخط الأول فهو بيان معنى "الدين" ومعنى "الإسلام"، الذى ظهر فى أكثر من ثلاثين موضعاً من السورة بشكل ظاهر ملحوظ، كقوله تعالى (الله لا إله إلا هو الحى القيوم)، (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وألو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم)، (إن الدين عن الله الإسلام).
2- والخط الثانى هو تصوير حال المسلمين مع ربهم واستسلامهم له، وتلقيهم لكل ما يأتيهم منه بالقبول والطاعة والاتباع الدقيق، كقوله تعالى (والراسخون فى العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا)، (وما يذكر إلا أولو الألباب)، (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب).
3- وأما الخط الثالث العريض فى سياق هذه السورة هو التحذير من ولاية غير المؤمنين، والتهوين من شأن الكافرين مع هذا التحذير، وتقرير أنه لا إيمان ولا صلة بالله مع تولى الكفار الذين لا يحتكمون لكتاب الله، ولا يتبعون منهجه فى الحياة، كقوله تعالى (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، ومن يفعل ذلك فليس من الله فى شئ)، (ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون).
