صحابي ، قديم الإسلام ، شَهِد ومعه مولاه عُمَير غزوة حُنَين ، وبها قُتِلَ سنة 8 هـ / 629 م .
كان شريفا في قومه بني غِفَار في الجاهلية ، وكان دَيِّنًا يأبى أكل ما ذُبِحَ للأنصاب من اللَّحم فلُقِّب لذلك ب " آبي اللحم " ( وقيل : إنما لقب بذلك لأنه كان يأبى أكل اللحم مُطلقا ).
نزل وادي "الصَّفراء " على ثلاثٍ من المدينة ، وكان شاعرا لم يصلنا شيء من شعره .
اختلف في اسمه على عدة وجوه فقيل :
* عبد الله بن عبد المَلِك ، وزاد بعضهم فسماه : عبد الله بن عبد الملك بن عبد الله بن غِفَار ، وجعله بعضهم : عبد الله بن عبد مَلِك .
* وقيل : خلف بن عبد المَلِك ، وقيل : خلف بن مالك بن عبد الله بن غِفَار .
* وقيل : الحويرث بن عبد الله بن خلف بن مالك بن عبد الله بن حارثة بن غِفَار ، وهذا خطأ ، فالحويرث من عقب آبي اللحم .
وقيل في اسمه غير ذلك ، ولا مرجح لأحدها .
ولا تُعرف لآبي اللحم رواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم- إلا حديث واحد رواه عنه مولاه عُمَير قال : " عن آبي اللحم أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم- عند " أحجار الزَّيت " يستسقي وهو مُقْنِعٌ بكفَّيْهِ يدعو " .
لكن حتى هذا الحديث الواحد قد وقع النزاع في صِحَّة كَوْن آبي اللحم هو راويه ، فقد رواه جماعةٌ عن مولاه عمير من قوله فدلَّ على أن رواية آبي اللحم شاذَّة .
حُفِظَ لنا من أخبار آبي اللحم أنه أمر مولاه أن يقدد لحما فجاء عميرا مسكينٌ فأطعمه منه فعلم بذلك آبي اللحم فضربه فاشتكى للنبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي لآبي اللحم : لِمَ ضربته ؟ قال : يُعْطِي طعامي بغبر أن آمره . قال : " الأجر بينكما " .
ولا ندري أهو مُرَادٌ من قول عمير : " أقبلتُ مع سادتي نريد الهجرة حتى إذا دنونا من المدينة قال : فدخلوا المدينة وخلفوني في ظهرهم ... " ، وهل شهد خيبر فيكون مقصودٌ من قول مولاه :
" شهدت خيبر مع سادتي فكلموا فيَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرني فقلدت سيفا ... " .
ومما عرف من عقب آبي اللحم : الحويرث بن عبد الله بن آبي اللحم ، وأبو نويرة بن شيطان بن عبد الله بن آبي اللحم .